التعليم للجميع

التعليم المجاني للجميع

ينطلق مشروع التعليم المجاني للجميع من عدة مرتكزات فكرية ومنهجية تشكل ثوابتاً أساسية في منظومة عمل الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي :
أولاً: إن الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مؤسسة غير ربحية تهدف في المقام الأول إلى خلق فرصة عمل للمشتعلين فيها وتلبية متطلباتهم المادية الأساسية بالتوازي مع الطموح الأخلاقي بخلق مشروع نهضوي تعليمي يستند إلى أهم منجزات التعليم في العالم العربي والمملكة المتحدة أساساً بالاستفادة الكاملة من منجزات ثورة الاتصالات التي شكلت قفزة نوعية واستثنائية وفرت نموذجاً جديداً من إمكانيات التواصل سهلت بشكل غير مسبوق إمكانيات التعلم والتعليم لشرائح واسعة من أبناء الوطن العربي .

ثانياً: إن الفئات المتعلمة والمستنيرة في الوطن العربي هي الفئات القادرة فعلياً على تجاوز الهوة الحضارية بين الوطن العربي والعالم الغربي المتقدم التي وضع فيها الوطن العربي عنوة جراء ما تعرض له الشعب العربي خلال بضعة العقود الأخيرة من تهميش وإفقار وقمع وإفساد ، وهذا ما يدعو إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي للعمل الدؤوب على تقديم تعليم مجاني ويسير لكل الراغبين به من الشرائح والفئات التي فرض عليها التهميش ولم تتمكن من الحصول على حقها الطبيعي في التعلم و المكفولة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان نظراً للهاثها المستمر للبحث عن لقمة العيش في ظل ظروف الإفقار والفساد والاستبداد في الوطن العربي .

ثالثاً: إن التعلم هو هدف محوري وأساسي في حياة الإنسان بحد ذاته وهو عملية مستمرة يحتاج إلى الانخراط فيها جميع من نال قسطاً متواضعاً أو كبيراً من التعليم سابقاً نظراً للتسارع الكبير في تطور العلوم كافة وتحول انجازاتها المعاصرة إلى فيض قد يصيب تمثله وهضمه كاملاً في حزمة واحدة لاتساعه وتنوعه كما هو الحال راهناً. وبذلك يصبح التعلم أداة ووسيلة للنهوض بإمكانيات الفرد ومنهجاً له في التطوير المستمر للذات، وذلك المنهج يتفارق كثيراً أو قليلاً مع ما ساد في الوطن العربي وخاصة في مشرق الوطن العربي من اختزال لعملية التعليم في أحد أهدافها النهائية وهو الحصول على شهادة علمية توثق ذلك التحصيل العلمي ، حتى أصبح الوصول إلى تلك الشهادة يجب ويختصر الجهد الأساسي الواجب بذله للحصول عليها بطرق تداخل فيها الفساد و الإفساد الاجتماعي حتى وصلنا في عدد من الدول العربية إلى عدد من الخريجين الجامعيين يفوق عدد الخريجين الجامعيين في نفس السنة عدد الخريجين الجامعيين في المملكة المتحدة دون أن يمتلك أي من هؤلاء الخريجين في تلك الدول العربية المعرفة العلمية الحقة التي يتوجب توافرها في حامل ذلك المؤهل حتى صار التعليم الجامعي في الدول العربية مماثلاً في الكثير من حالاته للتعليم الثانوي التقليدي الذي هو أيضاً مثل تعليماً بائساً شكل في أحسن حالاته محو أمية أولياً لا يرتبط باحتياجات المجتمع التنموية.
ولذلك تحاول إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي تأهيل وتوطيد جوهرية ومحورية أن يكون التعليم هدفاً في حد ذاته للاطلاع على أحدث العلوم والمعارف والخبرات بما يسهم في إثراء وإغناء المعارف الموجودة لدى المتعلم ورفع قدرتها التواؤمية مع متطلبات الواقع العملي واحتياجات التنمية في المجتمع.

رابعاً: إن البطالة في المجتمعات العربية ليست الواقع الطبيعي المنسجم مع قدرات وإمكانيات الوطن العربي وإن هي نتيجة طبيعية لما يسود الوطن العربي من استبداد وفساد وإفساد من الطغم اللاشرعية التي تتحكم بمصادر الثروة في الوطن العربي، وبالتالي فكما أن واجب استعادة السلطة على مصدر الثروة في الوطن العربي واجب أساسي وجوهري فكذلك العمل على تأهيل الفئات العاطلة عن العمل في الوطن العربي بمعارف حديثة ومنسجمة مع متطلبات الواقع العملي المعاصر هو واجب ضروري ومحوري كذلك وهو يمثل إحدى الأهداف الإستراتيجية الثابتة لدى إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي .