منهج العمل

منهج العمل في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي

يقوم منهج العمل في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي على مجموعة من المرتكزات والثوابت المنهجية التي تقوم بنظم استراتيجيات العمل القريبة والبعيدة في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي كما تشكل الأدوات الأساسية التي تستخدمها إدارات وأقسام الأكاديمية لتنفيذ حزمة الأهداف التنويرية التي تسعى إليها في الوطن العربي، وفيما يلي نبذة مختصرة عن منهج العمل في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي.

أولاً: طموح التنوير والنهضة في الوطن العربي :
تنظر إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن جهود التنوير والنهضة في الوطن العربي وإن خبت أو أسدل الستار عليها لأسباب معقدة في تداخلها وتفاعلاتها فإن ذلك الطموح يبقى طموحاً حياً و مشروعاً ومنظوراً إليه على أنه طموح لجميع أبناء هذه الأمة العربية الذين يستحقون الحياة في منظومة اجتماعية أفضل تحقق إنسانيتهم وسعادتهم وارتباطهم العضوي بالمجتمع الذين يعيشون فيه  ليصبح بحق وطنهم الذين يؤمنون به ويجاهدون لبنائه والحفاظ عليه دون أن يكون الوطن مفهوماً مجرداً غير مرتبط بالواقع العياني المشخص للفرد الذي يعيش فيه .
ثانياً: الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مؤسسة غير ربحية .
تقوم الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي  بتوظيف كافة الأرباح المادية التي تتحصل عليها في تغطية نفقات المشتغلين فيها سواء بعقود دائمة أو بعقود مؤقتة، واستثمار أي فائض مالي بعد ذلك في إطلاق مشاريع تنموية وتنويرية تخدم أوسع شريحة ممكنة من أبناء الوطن العربي من قبيل تعريب نخبة البرامج الدراسية في المملكة المعتمدة وتقديمها كبرامج دراسية مجانية لجميع من يرغب الاستفادة منها من أبناء العالم العربي .

ثالثاُ : توحيد طاقات الباحثين والعلماء العرب في المهاجر واجب ضروري لا محيد عنه:
تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن  توحيد طاقات العلماء والباحثين العرب في دول المهجر واجب أساسي يشترط القيام به للحفاظ على ارتباط هؤلاء العلماء بأوطانهم التي هاجروا منها في معظم الأحيان لأسباب موضوعية تتعلق بظروف استثمار طاقاتهم في الوطن العربي، ولذلك تعقد الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مؤتمرات وندوات دورية تجمع فيها العديد من العلماء والباحثين العرب المقيمين في دول المهجر (الاتحاد الأوربي – أمريكا الشمالية – أستراليا ) لتكون نافذة للتواصل المشترك ومدخلاً لتوحيد الجهود الواجبة على كل عالم عربي مقيم في المهجر في مساعدة أبناء وطنه الأم في التعرف والاستفادة من العلوم المعاصرة التي يتم العمل بها في دول المهجر .
كما تهدف الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى إنشاء مجموعات عمل من الباحثين والعلماء العرب في دول المهجر تقوم بتنسيق جهودها المشتركة ضمن مشاريع عمل جماعية تطمح بأن تساهم في تعزيز جهود النهضة والتنوير في الوطن العربي، وحيث كان من أول تلك الجهود هو تعريب نخبة من البرامج الدراسية في ميدان تقنيات المعلومات وهندسة الشبكات نظراً للأهمية الاستثنائية التي اكتسبتها تقنيات المعلومات في القرن الواحد والعشرين وتقديم هذه البرامج بشكل مجاني إلى جميع من يرغب بالاستفادة منها عن طريق موقع الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي بالإضافة إلى تقديم الدعم المستمر والمساعدة والشرح التكميلي لكل من يحتاج ذلك من خلال أقنية التواصل مع مصممي تلك البرامج من العلماء العرب في المهاجر عن طريق المنتدى الالكتروني للأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي ومنظومة المؤتمرات السمعية البصرية التي تديرها الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي   .

رابعاً: التعليم باللغة العربية يجب أن يكون متاحاً للجميع:
تنظر إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن التعليم باللغة العربية وهي اللغة الأم لجميع أبناء الوطن العربي الكبير هو التعليم الأمثل والأكثر نجاعة وقدرة على خدمة المجتمعات العربية حيث أن التعلم باللغات الأجنبية وعلى الرغم من الأهمية الرفيعة لتفهم وتعلم اللغات الأجنبية يبقى قاصراً عن تمكين المتعلم من التعامل مع كافة الحيثيات اليومية في عمله الواقعي في مجتمعه ويعيق تواصله مع الفئات والشرائح الأخرى في المجتمعات العربية التي لا تعرف لغة أجنبية ومن هنا تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أهمية و محورية ضرورة تطوير منظومات تعليمية متكاملة باللغة العربية من خلال تعريب أفضل المنظومات التعليمية الموجودة في العالم المتقدم وإعادة صياغتها وتوطينها معرفياً بحيث تتوائم مع طبيعة اللغة العربية واحتياجات المجتمعات العربية .

خامساً: جسر الهوة الحضارية مع العالم المتقدم مهمة ليست مستحيلة:
تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن الهوة الحضارية الموجودة بين مستوى النمو المعرفي في الوطن العربي ونظائره من الأمم في العالم المتقدم هي هوة قابلة للتجاوز نظراً لكونها نتيجة طبيعية للظروف القسرية التي أعاقت نمو المجتمعات العربية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى الوقت الراهن، وأن ذلك التجاوز لا يمكن أن يتم إلا من خلال تضافر الجهود بين جميع الفئات التي يمكنها المساهمة في جسر تلك الهوة الحضارية من خلال تمكين الإنسان العربي من إنتاج أدوات التقدم الحضاري وليس شراؤها من العالم المتقدم لاستثمارها فقط كما حدث وللأسف في منجزات ثورة الاتصالات خلال العقد الأخير من الزمن في الوطن العربي. ولذلك تهدف الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي في مجمل جهودها الراهنة إلى توطيد ثقافة إنتاج الحضارة في المجتمعات العربية من خلال العمل على تشكيل فئة مستنيرة ومتعلمة بأحدث العلوم العصرية التي يمكن من خلالها توطيد أسس و مرتكزات إنتاج الحضارة من صلب المجتمعات العربية وليس استيرادها فقط  بغرض الاستثمار المؤقت لها والذي شكل منفذاً مهولاً لهدر الثروات العربية وكوّن فئة من المستهلكين العرب المبهورين بمنجزات الحضارة في العالم المتقدم دون أن يعرف أي منهم أي شيء عن كيفية إنتاج هذه المنجزات الحضارية.